ديناميكية كبيرة وغير معهودة هي تلك أصبحت تميز المشهد السينمائي التونسي انتاجا وتسويقا خلال السنوات القليلة الماضية خصوصا مع ظهور جيل من الفاعلين الجدد من كتاب ومخرجين ومصورين وتقنيين جمعهم ربما ودون ترتيب أو اتفاق مسبق فيما بينهم سعيهم المتواصل والجلي منذ أعمالهم الأولى الى الخروج من الركن الذي كانت السلطة تحشر فيه الجميع باسم الدعم والرقابة معا. تحرر في شكل “انفلات ” فني مؤسس وبديل خارج الأطر التقليدية الرسمية البيروقراطية والفنية الكلاسيكية ترافقه وبشكل ثقيل ولاهث خطوات مترهلة لمنظومة كاملة تشكو غياب التشريعات المحينة ونقصا كبيرا على مستوى قاعات العرض بالإضافة الى غياب خارطة واضحة للمهرجانات والتظاهرات السينمائية بشكل يجعلها موزعة بشكل عادل داخل كامل البلاد.
يصنعون ما يشبههم
لا بتعلق الأمر بإلغاء فضل آباء السينما التونسية و مؤسسيها و دورهم في وضع اللبنات الأولى لكنه ذهاب منطقي و حقيقي الى أن الجيل الجديد من السينمائيين في تونس تمكن فعلا من ايجاد سينما تشبهه و الأمر يمر حتما عبر المضامين المتناولة لكنه يتجاوزها الى مسائل أخرى تهم التعامل مع جيل جديد من كتاب السرد في تونس بالاضافة الى انفتاح كبير على أحدث تقنيات الصورة و الصوت المستعملة في السينما العالمية لكن مجالي الحركة الأبرز ربما و اللذان نجح فيهما هذا الجيل هما ” التسويق ” و ” الاتصال الثقافي ” بالتعويل عليهما كعلم يدرس و كتخصص منفرد بذاته لما لهما من أثر كبير في اكتساب جمهور جديد بالذهاب اليه حيث هو من خلال التعويل على الأفكار الاتصالية المبتكرة و على الميديا الجديدة و مواقع التواصل الاجتماعي بشكل مخصوص. لا يتعلق الأمر بمبالغة لغوية إن قلنا أن فعل تأسيس تظاهرات أو تجمعات سينمائية بديلة في تونس اليوم هو فعل ” مقاومة ” لاعتبارات تهم خصوصا سبل ايجاد طرق تمويل غير رسمية و لضعف البنحية التحتية و ترديها خارج العاصمة ” تونس ” و من ذلك تجربة ” سينما الريف ” بالمكناسي التي أقيمت في هذه الصائفة و تجربة السينما المغاربية بموريال الكندية و التي تستعد لاقامة دورتها الثانية خلال أيام.
أربعة عشر فيلما مغاربيا تطير إلى موريال .. مهرجان ولد كبيرا
بعد الدورة الأولى التأسيسية في السنة الفارطة و التي تم خلالها عرض ثلاثة أفلام تونسية سيكون الموعد هذا العام ( 2-3-9 مارس ) مع أربعة عشر فيلما كاملة سيتم عرضها في ثلاث قاعات مختلفة في مونريال الكندية و ذلك بعد عمليات مشاهدة و انتقاء لأكثر ثلاثة و ستين عملا قدمها أصحابها بهدف المشاركة في المهرجان.
بعكس السنة الماضية و التي اقتصرت على الأعمال التونسية ستكون أعمال هذا العام متضمنة لأفلام جزائرية و مغربية علاوة على التونسية ليكون الأمل أن تلتحق بها أعمال ليبية و موريطانية في قادم الدورات و السنوات و تعمل فلسفة المهرجان من خلال هذه التمثيلية الواسعة الى تقديم جيل جديد من المهرجانات التي من شانها تسويق الثقافي المحلي و الاقليمي من خلال جديد من المبدعين و يعمل ” هيفل بن يوسف ” صاحب هذه المبادرة على تأكيد علو كعب السينمائيين المغاربيين ليكون ذلك موجها للتونسيين و العرب بشكل رئيس و لكن بوضع الجمهور العريض من غير العرب كهدف أساسي أيضا و يسعى صاحب ” ولدك راجل ” على تحقيق ذلك بالتعاون مع جمعية التونسيين بالأمركيتين (ATA) بالاضافة الى خليفة الحرتلي مدير المهرجان و الهاشمي الخليفي.
سياق جديد في شكل مخاض هو ذلك الذي تعرفه الثقافة التونسية في ظل تغيرات عميقة تقوم على فك الارتباط بين المبدع و الدولة من جهة الاتكال الكلي و من جهة الاختيار الشخصي الذي يمارسه كل مبدع سواء تعلق الأمر بالسينما أو بباقي المجالات الابداعية الأخرى كالموسيقى و المسرح و الكتابة بأشكالها المختلفة حيث يكون المكان الطبيعي للفنان أو المبدع امام السلطة لا وراءها كقوة اقتراح و تنفيذ و تصور و قوة حلم ليبقى دور الدولة ممثلة في سلطتها الثقافية متمثلا في توفير الاسناد اللوجيستي أو التسهيلات الادارية و لعل مهرجان السينما المغاربية بموريال خير دليل على ذلك.
قائمة الأفلام المشاركة في المهرجان
- دشرة لعبد الحميد بوشناق
- كيكيليكس دوار البوم
- ابن القرية لعزيز العياري
- الحرب المنسية لأمان الله المنصوري
- حجرلاند لسامي فعور
- آية لمفيدة فضيلة
- يمين يسار لمطيع الدريدي
- اخوان لمريم جبور
- المنحوس لدرصاف حسني
- حبيت نقلك لحاتم شبيل
- رحلة كلثوم لجاد أنيس
- طويزة لكريم بنقانة
- يوم سعدي لمراد بوزور
- Deportato لحمادي لسود