قدم مساء أمس الفنان غسان الغريسي بقاعة الشباب المبدع بمدينة الثقافة عرضا موسيقيا مفعما بالألوان والنغمات المبهجة المنبثقة من روحه معانقا بأصابعه آلة القيتارة صحبة مجموعة من العازفين الذين شاركوه إحتضان الركح. ويأتي هذا العرض في إطار أيام قرطاج الموسيقية كفرصة أتحيت له للتعبير عن هواجسه، آماله وتطلعاته بعد تجربة العزلة التي خاضها أثناء الحجر الصحي خلال تفشي جائحة كورونا.

وعاش الغريسي هذا المخاض الحسي ليولد بعد ذلك مشروع موسيقي مختلف تحت عنوان “فراشة” وفي داخله إيمان عميق أن شرنقة فنه في طريقها إلى أن تصبح فراشة لا يزول أثرها من وجدان محبيه. ويضم ألبوم “فراشة” 10 أغنيات تم تأليفها وتلحينها في ظرف صعب عاش فيه العالم كابوسا مرعبا ليجد الغريسي في العزف على آلة القيتارة منفذا ومهربا ينسيه حالة القلق التي يعيشها العالم الخارجي.

وتكتسي نصوص هذا العمل الفني طابعا ثوريا طرح من خلالها الغريسي قضايا هامة كالحرية والعدالة الإجتماعية، ووصف بعضها الآخر ماهية العلاقات الوجدانية والحب والجمال. كما قدم في نهاية الحفل أغنية تتحدث عن ظاهرة الحرقة مترجما من خلالها أحاسيسه بكلمات رمزية أهداها لروح أبناء حيه الذين شهدوا مصرعهم في عرض البحر  ذات هجرة غير شرعية. هي مجموعة من المواضيع الإنسانية تلحفت بنغمات الغريسي القابعة بوجدانه لتتبلور في شكل جديد من  أشكال المقاومة ولتتلون بإيقاعات نبضه.

سمراء مدوري